عميلنا العزيز،
نود أن نلفت عنايتكم إلى أننا في مناخة نحرص أشد الحرص على أن تكون معاملات البيع في المتاجر التي نقوم بإنشائها متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية السمحة.
وحرصًا منا على ألا تقعوا في محاذير شرعية، كان من واجبنا أن نوضح الحكم الشرعي في نموذج البيع الذي يُعرض فيه المنتج في المتجر، ثم يتم شراؤه من المورد بعد تأكيد الطلب من العميل.
وقد بحثنا هذه المسألة بعناية، ووجدنا أنها توافق ما يُعرف في الفقه الإسلامي بـ بيع السَّلَم، وهو بيع سلعة موصوفة في الذمة بثمن مقبوض كاملًا مقدمًا، مع تحديد موعد للتسليم.
شروط صحة هذا النوع من البيع:
1.تحديد مواصفات السلعة بدقة.
2.دفع كامل الثمن من العميل مقدمًا (ولا يجوز البيع مع خيار الدفع عند الاستلام).
3.تحديد موعد ثابت للتسليم.
الدليل من السنة النبوية:
عن النبي ﷺ أنه قال:
“من أسلف في شيء، فليسلف في كيل معلوم، ووزن معلوم، إلى أجل معلوم.”
[رواه البخاري ومسلم]
فتاوى العلماء في هذا النوع من المعاملات:
1. الشيخ د. خالد الصالح – أستاذ الفقه في جامعة القصيم:
أوضح أن هذا النوع من البيع، إذا التزم فيه البائع باستلام المبلغ كاملًا مقدمًا، وتحديد مواصفات السلعة ووقت التسليم، فهو من قبيل بيع السَّلَم، وهو بيع جائز شرعًا، ولا يدخل في النهي عن بيع ما لا يملك.
2. الشيخ د. سليمان الماجد – القاضي وعضو مجلس الشورى سابقًا:
قال في إحدى الفتاوى:
“إذا كانت السلعة موصوفة في الذمة، وكان ثمنها مقبوضًا بالكامل، وتم تحديد الأجل، فإن هذا يدخل في بيع السَّلَم، ولا بأس به.”
3. الشيخ د. عثمان الخميس – أستاذ الفقه بجامعة الإمام:
أكد أن عرض السلعة غير المملوكة وقت العقد لا يمنع من صحة البيع، إذا كانت موصوفة، وكان المشتري عالمًا بالصفات، ودفع الثمن مقدمًا، وهو بذلك لا يندرج تحت بيع ما لا يملك، بل تحت بيع السَّلَم الجائز.
4. د. آلاء العبيد – أستاذة الفقه بجامعة الكويت:
أجابت عن نفس السؤال بالتفصيل، وقالت:
“إذا توافرت شروط السَّلَم، من قبض الثمن مقدمًا، وتحديد الصفات والمواعيد، فإن البيع صحيح ولا حرج فيه.”
⸻
الخلاصة:
ما دام المتجر يبيع سلعًا موصوفة وليست معينة، ويتم استلام المبلغ كاملًا من العميل، مع تحديد وقت التسليم، فالمعاملة صحيحة شرعًا بإجماع عدد من العلماء، ولا تدخل في المحاذير التي وردت في أحاديث النهي عن بيع الإنسان ما لا يملك.
نسأل الله أن يبارك لكم في تجارتكم، وأن يرزقكم الحلال الطيب،
ونسعد دومًا بخدمتكم وتقديم الأفضل لكم في منصة مناخة.